التغيرات البيئية لحوض وادي نمار للفترة من (2004-2017م) دراسة باستخدام نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد
المؤلفون:
أ. خالد بن عبدالله الجميعة*
د.حمد أحمد التويجري**
المجلد (10)، العدد (1)، 1438هـ / 2017
الصفحات: 44 – 70
الملخص:
يعتبر وادي نمار أحد الروافد المهمة لوادي حنيفة, ووادي حنيفة من الأحواض الكبيرة والمهمة في نجد بالمملكة العربية السعودية, والذي استوطنت على ضفافه الكثير من القبائل منذ القدم, كما أقيمت على ضفافه العديد من القرى والتجمعات السكانية مثل الدرعية والجبيلة والعيينة والعمارية والرياض, ونظراً لأهمية حوض وادي نمار ولأنه يمثل نظام بيئي يؤثر ويتأثر بما حوله عبر الزمن, فقد تعرض هذا الحوض لكثير من التغيرات البيئية منها ماله علاقة بعوامل بشرية ومنها ماله علاقة بعوامل طبيعية, وفي هذه الدراسة نحاول رصد بعض التغيرات البيئية, التي حدثت في حوض وادي نمار من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية (spot5) خلال الفترة الزمنية من عام(2004) وحتى عام (2017م) بواسطة برنامج نظم المعلومات الجغرافية (Arc GIS), وباستخدام أسلوب التصنيف المراقب(Supervised Classification) في برنامج الاستشعار عن بعد(ERDAS Imagine), لتصنيف وحساب مساحة الأغطية الأرضية, ومعرفة مدى التغير الحاصل على تلك الأغطية الأرضية. وقد ركزت هذه الدراسة على التغيرات التي حدثت للغطاء النباتي و التمدد العمراني من حيث زيادة المساحة أو تقلصها خلال الفترة المذكورة.
وقد تم الاعتمادعلى المنهج الوصفي التحليلي في هذه الدراسة والذي يتناسب مع طبيعة الدراسة وتحقيق أهدافها من تحليل المرئيات وأخذ القياسات للظاهرات المدروسة داخل الحوض المائي. كما تم اتباع الأسلوب الكارتوجرافي الذي يعتمد على تمثيل وتوزيع الظاهرات الجغرافية مثل المباني, النباتات, المياه, والطرق، ومن ثم عرضها وتمثيلها كماً ونوعاً بشكل واضح كما تبينه صور مرئيات القمر الصناعي Spot5 متعددة الأطياف وبدرجة وضوح مكاني 10م.
ولقد كان من أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة تصنيف أنماط الغطاء الأرضي لحوض وادي نمار مع تحديد مساحة وتوزيع كل ظاهرة وتحديد مدى التغير بين عامي (2004م) وعام(1017م), كما تبين من النتائج أن هناك زيادة في استخدامات الأراضي السكنية تقدر بحوالي 13كم2 أي ما يمثل 6% من المساحة الكلية للحوض والبالغة 218 كم2, هذا بالإضافة إلى المخططات المعدة مستقبلاً للعمران والتي تقدر مساحتها بحوالي7كم2، أي ما يعادل نحو 3.5 % من مجمل مساحة منطقة الدراسة. كما كانت هناك زيادة قليلة في الغطاء النباتي تقدر بحوالي 1.6كم 2 أي ما يمثل نحو 0.7 % من المساحة الكلية للحوض وذلك خلال ثلاثة عشرة سنة الماضية. وقد أوصت الدراسة بضرورة مراجعة قوانين البناء داخل الأحواض الجافة, وتكثيف وتشديد الرقابة على التعديات على حوض وادي نمار سواءً تعديات في البناء, أو المخالفة في إلقاء مخلفات البناء والملوثات, أو إقامة المشاريع الصناعية ومشاريع الحفر, أو إنشاء المزارع على ضفاف الحوض، مما يسبب تغيراً في مجاري الروافد والسيول, والذي يؤثر سلباً على خصائص التربة والنبات وعلى بيئة الحوض بأكمله مع مرور الزمن. وقد أظهرت الدراسة أهمية استخدام تقنية نظم المعلومات الجغرافية ومصادرها في دراسة التغيرات البيئية والتخطيط والعمران, وذلك لما تتميز به من شمولية ودقة وتوفير في الجهد والوقت.
كلمات رئيسية: وادي نمار, الاستشعار عن بعد, تغيرات بيئية, نظم المعلومات الجغرافية, التصنيف المراقب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* طالب دكتوراه، قسم الجغرافيا، كلية الآداب، جامعة الملك سعود، المملكة العربية السعودية، الرياض.
** قسم الجغرافيا كلية الآداب جامعة الملك سعود, المملكة العربية السعودية، الرياض.