الخصائص الجيولوجية والجيومورفولوجية والنباتية لمصيف الهدا في محافظة الطائف وعلاقتها باستخدامات الأراضي للأغراض السكنية والسياحة البيئية
المؤلفون:
أ.د. محمد بن سعيد البارودي*
د. عمر بن علي الحربي**
المجلد (10)، العدد (2)، 1439هـ / 2017
الصفحات: 84 – 135
الملخص:
تزداد أهمية موضوع البحث عن السياحة البيئية في المملكة العربية السعودية يوما بعد آخر، مدفوعا بالمعوقات السياسية لهذا النوع من السياحة في البلدان العربية المجاورة والتي كانت مجالا خصبا لها لسنوات قليلة خلت.
وقد لعب المفهوم الخاطئ عن فقر المملكة بالمواقع الصالحة للسياحة البيئية دورا مهماً في تأخر هذا النوع من السياحة كونها ارتبطت بمفهوم عامة الناس عن السياحة في بيئات معتدلة مناخيا وغير صحراوية، مع العلم أن البيئات الصحراوية اليوم في تونس مثلا لها المقام الأول في هذا النوع من السياحة. ومن نافلة القول أن المملكة عموما هي الأغنى في ذلك. وتعد منطقة الهدا واحدة من العديد من المناطق المنتشرة في جنوب غرب المملكة، كما تعد من أشهر مناطق الاصطياف في المنطقة الغربية للمملكة، مجاورة في موقعها القريب ثلاث مدن رئيسية وهي (مكة – جدة – الطائف)، وهو ما يلقي الضوء على مدى أهمية هذه المنطقة التي تتمتع بظروف مناخية مختلفة عن المناطق الحضرية المحيطة بها، وهو ما يجعلها مقصدا للسياحة الداخلية.
ومما لاشك فيه أن للظروف الجيولوجية والتضاريسية التي تتصف بها المنطقة الدور الأبرز في جعلها تلعب مثل هذا الدور الريادي في السياحة البيئية بما وفرته من ظروف مناخية معتدلة جعلتها بحق مقصداً للسياح في المدن الثلاث المجاورة لها. ومما لاشك فيه فإن المشكلة القائمة تكمن في عمليات الزحف العمراني على الغابات والأراضي الزراعية والاحتطاب وعملية التحول من البيئة الطبيعية الريفية إلى البيئة الحضرية التي تقدم الخدمات السياحية، وهو ما أثر سلبا على هذه البيئة.
وقد هدف البحث إلى الخروج بنتائج رقمية ومساحية محددة حول إظهار العلاقة بين الخصائص الطبيعية للمكان واستخدامات الأراضي ومدى تأثير ذلك على البيئة الطبيعية السائدة في المكان.
وقد شملت طريقة البحث إعداد قاعدة بيانات للخصائص الجيولوجية والتضاريسية اعتماداً على نظام ارتفاعات رقمي وخريطة رقمية للاستخدامات الحالية للأراضي بالاعتماد على مرئية فضائية، وعملية مسح ميداني لهذه الاستخدامات، ومن ثم تم إظهار العلاقة بين الخصائص الجيولوجية والتضاريسية وهذه الاستخدامات.
وقد أظهرت نتائج البحث أن الظروف الجيولوجية والتضاريسية قد لعبت دوراً مهماً في استخدامات الأراضي لأغراض السياحة والسكن وغيرها من الاستخدامات الأخرى، وما كان معيقا من هذه الظروف للاستخدامات في جانب، كان مساعدا لها في جوانب أخرى. فقد احتلت المنشآت والمنتجعات السياحية المناطق المستوية من منطقة البحث بينما سادت الأنشطة الأخرى والسفاري ورياضة التسلق في المناطق الجبلية. كما خرج البحث بعدد من التوصيات حيال الاستخدام الأمثل للسياحة البيئية في المنطقة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* أستاذ، كلية العلوم الاجتماعية، قسم الجغرافيا، جامعة ام القرى، مكة المكرمة، sbarodi@gmail.com.
**أستاذ مساعد، كلية العلوم الاجتماعية، قسم الجغرافيا، جامعة ام القرى، مكة المكرمة، oaoharbi@uqu.edu.sa.